«أسوشيتد برس»: إلغاء المساعدات الأمريكية يهدد جهود مكافحة الملاريا بإفريقيا

تزايدت المخاوف من تفاقم تفشي مرض الملاريا، خاصة مع إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء 90% من عقود المساعدات الخارجية لدى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، حيث أثار القرار قلق مسؤولي الصحة المحليين الذين حذروا من وقوع كارثة في بعض أفقر المجتمعات الإفريقية.

في أوغندا، قال الدكتور جيمي أوبيجو، مدير برنامج السيطرة على الملاريا، في تصريحات، اليوم الثلاثاء، إن الإمدادات الأساسية لمكافحة المرض، مثل الأدوية والناموسيات المعالجة بالمبيدات، بدأت تتضاءل بشكل ينذر بالخطر، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس". 

ومع تعليق عمليات رش البعوض التي كان من المفترض أن تبدأ في فبراير، أصبح من المتوقع ارتفاع حالات الملاريا الحادة لاحقاً هذا العام، خاصة مع حلول موسم الأمطار.

تحذيرات من كارثة صحية

تشير تقديرات منظمة "ملاريا نو مور" إلى أن اضطراب سلاسل الإمداد لمكافحة الملاريا لمدة عام واحد فقط قد يؤدي إلى 15 مليون إصابة إضافية، و107 آلاف حالة وفاة إضافية على مستوى العالم. 

وحثت المنظمة إدارة ترامب على استئناف برامج إنقاذ الحياة قبل أن يخرج تفشي المرض عن السيطرة.

بدورها، عبّرت الطبيبة النيجيرية يتوندي أيو أويالو، التي تدير منظمة "ماركت دوكتورز" غير الربحية، عن قلقها، مؤكدة أن فقدان الدعم الأمريكي سيؤثر بشدة على الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة العلاج، وأشارت إلى أن 40% من طالبي خدمات منظمتها يتم تشخيصهم بالملاريا، ما يعني أن غياب التمويل سيترك الملايين دون رعاية.

يأمل العاملون في قطاع الصحة في إفريقيا أن يستمر تدفق بعض التمويل الأمريكي عبر منظمات أخرى مثل الصندوق الدولي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، إلا أن هذا الصندوق يعتمد أيضاً على دعم أمريكي، ولم يحدد حتى الآن كيف سيتعامل مع الخفض الكبير في المساعدات.

وسط هذه التحديات، تبقى المجتمعات الإفريقية الفقيرة في مواجهة الخطر الأكبر، في وقت يتطلب فيه التصدي للملاريا استجابة دولية عاجلة قبل أن تتفاقم الأزمة الصحية.

إحصاءات تنذر بالخطر

بحسب منظمة الصحة العالمية، سجلت قارة إفريقيا 95% من حالات الوفاة بالملاريا في العالم عام 2023، حيث لقي نحو 597 ألف شخص حتفهم بسبب المرض، معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل، وفي أوغندا وحدها، تم الإبلاغ عن 12.6 مليون إصابة بالملاريا، ونحو 16 ألف حالة وفاة العام الماضي.

أما في نيجيريا، التي تستحوذ على ربع حالات الملاريا عالمياً، فقد أسهم الدعم الأمريكي في تقليص معدل الوفيات بنسبة 55% منذ عام 2000. 

ومع ذلك، فإن قرار خفض التمويل يهدد بتراجع هذا التقدم، وسط غموض بشأن مصير المساعدات الصحية الأمريكية المقدرة بنحو 600 مليون دولار سنوياً.

الوضع في الكونغو

ولا يقل الوضع في الكونغو سوءاً، إذ قدمت الحكومة الأمريكية نحو 650 مليون دولار لمكافحة الملاريا منذ 2010. 

لكن مع تراجع التمويل، باتت النجاحات التي تحققت في هذا المجال مهددة، خاصة في ظل استمرار الصراع المسلح في شرق البلاد، ما يعقّد جهود رصد وتعقب تفشي المرض، ويدفع العاملين في القطاع الصحي إلى مغادرة المناطق المتضررة.

وتعد الولايات المتحدة أكبر ممول ثنائي لمكافحة الملاريا في إفريقيا، حيث تقدم سنوياً مئات الملايين من الدولارات عبر مبادرة الرئيس لمكافحة الملاريا، إلا أن أوامر وقف العمل الصادرة في يناير الماضي وضعت برامج المكافحة في مأزق، وأجبرت المسؤولين على الاستعداد لتداعيات خطيرة.